في هذا المبحث دعونا نتعرف على بعض أهم المصطلحات والمفاهيم التي نحتاجها لفهم مضمون هذه النظرية من خلال إجابتنا على أهم الأسئلة التي يمكن أن تعترض الدارسين لها أو الساعين لتطبيقها..
ما اسم هذه الإدارة؟
الإدارة الإستراتيجية بالتكامل Strategic Management by Integration = MBI والاسم المُفَصَل هو الإدارة الإستراتيجية بالتكامل لأصحاب الدور الإيجابي Management By Integration for Positive Role Holders ولذلك سنصطلح استخدام الاسم المختصر ©MBI للدلالة على نظرية الإدارة الإستراتيجية بالتكامل بهدف تسهيل الشرح.
وما سبب تسمية ©MBI بهذا الاسم؟
لأن جوهر مضمونها يقوم على تكامل أدوار أصحاب الدور الإيجابي PRH©=Positive Role Holders من المؤثرين أو المتأثرين بنجاح المنظمة.
ما هي غاية ©MBI؟
تحقيق المنفعة لجميع أطراف أصحاب الدور الإيجابي ©PRH© فيها بشكل عادل ومناسب لطبيعة وأهمية و دور كل طرف.
ما جوهر قوة ©MBI؟
العدل بتوزيع المنافع المتأتية من تطور المنظمة على جميع أصحاب الدور الإيجابي ©PRH، مع ملاحظة بأن العدل لا يعني التساوي بتوزيع المنافع، وإنما يعني التوازن والتناسب بين دور و مساهمة كل طرف مع طبيعة وحجم المنفعة التي سيحصل عليها.
ما مصدر قوة ©MBI ؟
إن مصلحة أصحاب الدور الإيجابي ©PRH فيها و المستفيدين من بقائها واستمرارها سيدافعون عن المنظمة لضمان استمرار منافعهم.
من أين تستمد ©MBI استمراريتها ؟
من السعي المستمر لأصحاب الدور الإيجابي ©PRH فيها لتحقيق المزيد من التطور وبالتالي المزيد من المنافع لهم.
من هم أصحاب الدور الإيجابي ©PRH؟
هم الذين تربطهم علاقة إيجابية بالمنظمة سواء بالتأثير أو التأثر، بمعنى أنه تربطهم علاقة طردية مع تطور المنظمة وتميُّزها، فكلما حققت المنظمة أرباح أكثر انعكست عليهم بالفائدة والمشاركة بذلك الربح بدرجة أكبر، والذين سنصطلح تسميتهم باختصار PRH©= Positive Role Holders في كل مناقشاتنا التالية لتسهيل تحديد المقصود.
كما نلاحظ في الشكل 1-1-1 فإنه يمكننا تصنيف الـ ©PRH إلى مجموعتين حسب علاقتهم المباشرة أو غير المباشرة «حسب البيئة التي ينتمون إليها» بالمنظمة، كما يلي:
من داخل المنظمة:
PRH©i= Internal Positive Role Holders وهم الأطراف التي تربطهم علاقة مباشرة بالمنظمة «أي من البيئة الداخلية للمنظمة» مثل العاملين والمدراء والملاك والذين اصطلحنا على اختصارهم بـ PRH©i وسنأتي على شرحه ماهية كل طرف من خلال تصنيفهم حسب طبيعة الدور الذي يربطهم بالمنظمة.
من خارج المنظمة:
PRH©e= External Positive Role Holders وهم الموردون والمجتمع والحكومة و المساهمين والدائنين والعملاء الذين تربطهم علاقة غير مباشرة بالمنظمة «أي من البيئة الخارجية للمنظمة» وقد إصطلحنا على اختصارهم بـ PRH©e وسنأتي على شرحه ماهية كل طرف من خلال تصنيفهم حسب طبيعة الدور الذي يربطهم بالمنظمة.
و كذلك يمكننا تصنيف الـ ©PRH ضمن ثلاث مجموعات رئيسية أنظر الشكل 2-1-1 حسب طبيعة دورهم «نوع التأثير أو التَأَثُّر الناتج عنهم» بالمنظمة، كما يلي:
أصحاب الدور الإيجابي بالتمويل
Positive Role Holders by financing والذين سنصطلح اختصاراً لهم بـ PRH©f وأصحاب هذا الدور هم الأفراد أو الجهات التي تقدم التمويل اللازم للمنظمة من الموارد المالية، وهم:
الملاك والمساهمين: وهم أصحاب رأس المال في المنظمة، ويمكن أن يكونوا أفراد أو هيئات ومنظمات.
الدائنين: وهم الجهات التي تقدم قروض أو تسهيلات إئتمانية للمنظمة، مثل البنوك أو الهيئات المالية.
أصحاب الدور الإيجابي بالعمل
Positive Role Holders by work والذين سنصطلح اختصاراً لهم بـ PRH©w: وهم جميع العاملين و الإداريين و المدراء من منسوبي المنظمة على اختلاف مستوياتهم الإدارية والتنفيذية.
أصحاب الدور الإيجابي بالسوق
Positive Role Holders by Market والذين سنصطلح اختصاراً لهم بـ PRH©m وهم:
العملاء:
وغالباً يتم التركيز على كبار العملاء الذين تشكل مشترياتهم -من مخرجات المنظمة- نسبة كبيرة ذات تأثير مباشر بنشاطها.
الموردين:
وغالباً يتم التركيز على كبار الموردين الذين تشكل مشتريات المنظمة منهم -من مدخلات المنظمة كالمواد الأولية أو نصف المصنعة- والتي يؤثر أي خلل في التوريد منهم أثر مهم على نشاط المنظمة.
الحكومة:
ودورها المؤثر المتمثل في وضع القوانين الناظمة للتجارة والتراخيص والإستيراد والتصدير، وكل ما يتصل بأعمال وأنشطة المنظمة سواء كان له أثر إيجابي «مثل سياسات تشجيع الإستثمار والاعفاءات الجمركية..» أو سلبي «الضرائب والرسوم والغرامات..» وهنا لابد من الإشارة إلى أن دور الحكومة في الوضع الطبيعي يجب أن يعمل بما يخدم منظماتها المحلية ويوفر لها البيئة المناسبة من التشريعات والقوانين التي تساعدها على دخول الأسواق الخارجية بقوة اكبر، أي دور الحكومة يفترض به أن يكون داعماً ومتوازناً مع طبيعة الدور الذي تمارسه لأداء مهامها الرئيسية في الأمن والتعليم والصحة، مقابل الضرائب والرسوم التي تفرضها على منظماتها. مع العلم بأن طبيعة هذا الدور وفعاليته هي التي ستحدد فيما إذا كان على المنظمات أن تأخذ هذا الدور -أو عدمه – في خططها من ضمن حزمة بطاقات التَمَيُّز © ZEcards المتأتية من الأهداف الإستراتيجية، بغض النظر عن أهمية تحليل أثرها ضمن مكونات البيئة الخارجية.
المجتمع «البيئة الحاضنة»:
وتتضمن كل الهيئات و الاتحادات والنقابات و ممثلي المجموعات العمالية الرسمية أو غير الرسمية التي تمارس تأثير على نشاط المنظمة، وكذلك الدور الاجتماعي للمنظمة في البيئة التي تعمل بها سواء كانت في موقعها الجغرافي أو البلد الذي تعمل به، و التي يمكن أن تنعكس في الأنشطة التي تقدمها لمصلحة مكونات هذه البيئة مثل الأنشطة الاجتماعية أو الخدمات الترفيهية أو التحسينات التي تساهم في تحسين مستوى معيشة تلك المكونات، والتي قد تتخذ أشكال متعددة يمكن أن تكون بالتدريب المجاني المقدم والتأهيل اللازم للشباب لدخول سوق العمل، أو القروض الميسرة للمشاريع المتناهية الصغر أو بناء الأماكن العامة الخدمية كالمرافق أو الحدائق أو دور الثقافة وكل ما من شأنه تفعيل الدور المجتمعي للمنظمة في مجتمعها الحاضن، وهنا نخص بالذكر تأثير نشاط المنظمة ومخرجاتها على البيئة لاسيما إذا كانت تعمل في مجال الصناعات الاستخراجية أو التعدينية أو الكيماوية أو التحويلية مثل الدباغات والمسالخ … وكل تلك المنظمات التي يكون لها مخلفات سائلة أو غازية أو صلبة …
هل ©PRH أفراد أم منظمات؟
هم خليط من الأفراد «مثل الممولين أو أصحاب رأس المال» أو مؤسسات تمويل «مثل البنوك» أو المنظمات «مثل الموردين أو كبار العملاء» أو مجموعات رسمية «مثل هيئات العمال أو المجتمعات الأهلية و النقابات العمالية» أو من خلال تجمعات قد تنشأ مثلاً بين العاملين بالمنظمة على اختلاف المستويات الإدارية والتنفيذية.
ما المقصود بالعلاقة الإيجابية لأطراف ©PRH؟
الغاية من إضافة صفة الإيجابية للعلاقة التي تربط أطراف المنفعة في هذه النظرية هو استثناء المنافسين من ضمن هذه المجموعة، سيما و أننا لاحظنا أن مصطلح أصحاب المصلحة Stackholders التي تناولتها أدبيات الفكر الإستراتيجي قد عَرَّفَت أصحاب المصلحة «بأنهم كل من يؤثر أو يتأثر بأعمال ونشاط المنظمة» وأصل التعريف باللغة الإنجليزية هو:
Stakeholders definition: «A person, group or organization that has interest or concern in an organization. Stakeholders can affect or be affected by the organization’s actions, objectives and policies.
و قصور هذا التعريف يظهر واضحاً للعيان بهذا التعريف الشامل فالمنافس يؤثر ويتأثر بنشاط المنظمة المنافسة له، ولكن بعلاقة سلبية أي علاقة عكسية فكلما تطورت المنظمة كان الأثر أكثر سلبية بالمبدأ على تطور المنافس بشكل أو بآخر، ولهذا السبب فقد وجدنا أنه من الضروري إضافة صفة الإيجابية أو العلاقة الطردية التي تربط المنظمة مع أصحاب الدور المفيد والنافع للمتأثرين أو المؤثرين بها… وفي نفس الوقت لم نهمل أثر المنافسين السلبي على المنظمة وإنما رَكَزّْنا على تحليله ودراسته بالتفصيل ضمن أدوات تحليل الموقف للمنظمة، وذلك على مستوى التحليل الإستراتيجي ©ICG كأحد مكونات البيئة التنافسية، وكذلك على المستوى التشغيلي من خلال تحليل ©3C’s حيث شكل أيضاً أحد مكوناته الثلاثة.
كيف تنظر ©MBI لمفهوم المنظمة؟
تعتبر المنظمة نظام اجتماعي تعاوني مفتوح مشترك المصير -سواء بالفشل أو بالبقاء والتوسع- للـ ©PRH.
ما مفهوم ©MBI للتعاون؟
تعتبر ©MBI التعاون بين أطراف الـ ©PRH هو أمر ضروري لبقائها وتميُّزها وتوسعها، تحت قيادة الإدارة العليا التي تشاركهم كل ما من شأنه أن يعزز دورهم الإيجابي لتوسع و تَميُّز أعمال المنظمة.
كيف تنظر ©MBI لمفهوم المصلحة؟
المصلحة العليا للمنظمة هي التي تحكم نمط الإدارة في حَل مشاكلها و مرجعية نظام اتخاذ القرارات فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار لدور الإدارة بكافة مستوياتها من خلال السعي المستمر لضمان التوافق والتناغم بين مصلحة المنظمة ومصلحة جميع أطراف الـ ©PRH النسبي، والتأكد من عدم تفضيل مصلحة أي طرف على حساب طرف آخر، إلا بما تحتمه نسبة مساهمة كل طرف.
ما المقصود بالنسبية بمشاركة أطراف الـ ©PRH؟
تقدم نظرية الإدارة الإستراتيجية بالتكامل ©MBI توزع أولي لنسبة مشاركة أطراف أصحاب الدور الإيجابي وفق ما تراه مناسباً لدور كل منهم، مع إتاحة الفرصة بنفس الوقت لما يتوافق عليه أصحاب الدور الإيجابي فيما لو اقتضت المتغيرات التعديل بتلك النسب أو آليات احتسابها، وبنفس الوقت تعطي مرونة إضافة أطراف جديدة أو إزالة طرف فيما لو ظهرت معطيات تستدعي ذلك التعديل لتحقيق المنفعة لعموم الأطراف الأكثر تأثيراً أو تأثُراً وفق مفهوم الـ ©PRH.
كيف تنظر ©MBI للعلاقة بين أطراف ©PRH؟
العلاقة بين أطراف ©PRH هي علاقة شراكة وتعاون واعي، تحكمه متغيرات البيئات التي تعمل فيها المنظمة، ويقوده فكر إداري موحد الغاية والمضمون عند كافة المستويات الإدارية، والسعي المستمر لتطوير آليات الاستفادة من التجارب السابقة واستثمار الفرص المتاحة.
ما مرتكزات نجاح ©MBI؟
وحدة المفهوم:
من خلال وعي جميع أطراف الـ ©PRH ومعرفتهم التطبيقية لعناصر ومضامين نظرية الإدارة الإستراتيجية بالتكامل ©MBI وهذا بدوره يستدعي التدريب المفيد لضمان توحد المفاهيم و تطبيقاتها، ولذلك فإن على الإدارة العليا التاكد من حصول جميع أطراف ©PRH – قدر الإمكان- على تدريب يوحد المفاهيم الأساسية لمرتكزات ©MBI لديهم، مع ضرورة التمييز بين برامج التدريب على المفاهيم الأساسية التي يجب أن يعرفها الجميع، وبين البرامج التخصصية لكل طرف حسبما تقتضيه الحاجة الخاصة بتخصصه لتفعيل وتثمير المشاركة الفَعَّالة له في نجاح تطبيق جوهر ©MBI والغاية النهائية منها.
وحدة الغاية:
إن إرتباط مصير جميع أطراف ©PRH بمصير واحد يحتم عليهم العمل بوعي فيما بينهم ضمن آليات تطبيق أدوات ©MBI وبالتالي تحقيق الغاية منها.
وحدة المصير:
وحدة المصير نتيجة طبيعية لوحدة الغاية والهدف، فجميع أطراف الـ ©PRH يعملون لغاية واحدة لأن مصيرهم واحد، وستتجلى انعكاسات هذه المرتكزات من خلال ضبطها لأدوات تطبيق الـ ©MBI وتوجيهها بما يحقق مضمونها.
ما الانتقادات الموجهة لـ ©MBI ؟
المثالية:
قد يجد البعض بطروحات ©MBI التي تعتمد على مفهوم التكامل والتشارك والتعاون، وتتهمها بالمثالية وصعوبة التطبيق، وهنا يمكننا أن نستشهد بالشركات العملاقة التي استطاعت أن تنقل مفهوم العمل من النطاق الدال على التعب والجهد والتحمل إلى نطاق المتعة والمثابرة بالعمل المبني على مفهوم «أن تعمل ما تحب وليس أن تحب ما تعمل» وليس أدَلَّ على ذلك من نمط العمل و أسلوب الإدارة في شركات كبيرة عالمية مثل جوجل وفيسبوك و غيرها من الشركات التي يعمل منسوبيها بأقصى طاقاتهم ويعطون أفضل ما عندهم طالما أن المنظمة استطاعت أن توفر لهم كل ما يريديونه ويرغبونه على صعيد المتعة و الإثارة والأمان…. فالأمان الوظيفي والمشاركة بالقرار -الذي نادت به نظرية الإدارة اليابانية Z و التي نَظَّر لها ويليام اوشي William Ouchi ومن قبله فروم Victor Vroom في نظرية التوقع، وكذلك وضوح الهدف والمشاركة في وضعه وتنفيذه وتقييمه وفق مبادئ الإدارة بالأهداف عند دراكر- على سبيل المثال لا الحصر قد استطاعت – رغم الانتقادات الموجهة- أن تحقق الغاية منها، وجعل مفاهيم التعاون والتشارك والتكامل أمر ممكن التحقيق ولاسيما عندما تتوحد المفاهيم و الرؤى «الغاية» و يتوحد المصير.
فالمضمون المثالي الذي قد يراه البعض في ©MBI ناتج بالدرجة الأولى عن قصور بفهمهم لواقعية تطبيق أدواتها ومضامينها، سيما وأننا انطلقنا من الممارسة الناجحة لمفاهيم الإدارة الإستراتيجية بالتكامل -وتطبيقها العملي من خلال منهجية التَمَيُّز المؤسسي- إلى النظرية لتعميم مضمونها وأدواتها، ولذلك قدمنا أدوات قياس لجميع مكوناتها، و أعدنا طرحها ضمن ضوابط واضحة لضمان تطبيقها القائم على القياس، فكل ما يمكن قياسه يمكن تطبيقه و تقييمه وبالتالي يمكن تقويمه وتطويره باستمرار…..
الحاجة :
يعتقد غالبية المدراء العاملين في الجهات/ المؤسسات/الشركات الحكومية -ولاسيما ممن تعاملت معهم من خلال حضورهم لأحد برامجي التدريبية- بأن منطلق الإدارة وبعض مضامينها مثل العلاقة مع العملاء «الجمهور» أو مفهوم التسويق الحديث، أو مفهوم المنافسة… هي مفاهيم لا تنطبق على القطاع الحكومي لأنها تدار بعقلية الدولة التي تملك الموارد «التي لم تدفع ثمنها» وتملك القانون «فهي تسن القوانين التي تناسبها» وتملك السلطة «فهي تطبق ما يخدم مصالحها» دون رقيب حقيقي قوي يحاسبها أو يستبدلها في حال فشلها مثلما هو حال منظمات القطاع الخاص والقائمين على أنشطتها في الدول غير المتقدمة، بمعنى أن غياب المسائلة الحقيقية لنتائج أعمال مؤسسات الدولة -في تلك الدول- يجعل السعي لتطبيق مفاهيم الإدارة ومنها أدوات ومرتكزات ومضمون ©MBI هو أمر ليس بالمهم إن لم يكن ليس بالممكن لإنتفاء الحاجة له.
طبعاً هذا القصور بالرؤية والفهم هو مبررهم لتلك النظرة، وهو نتاج طبيعي لأي دولة أو حكومة تغيب عنه أدوات المراقبة والمحاسبة على عملها كونه المرتع الخصب للفساد والتخلف الإداري على أقل تقدير، وفي هذه الحالة لا يمكن لنظرية ©MBI أن تجد فرصة للتطبيق فالتربة غير صالحة، والنجاح غير مضمون…
على حين نجد أن الواقع يقودنا للقول بأن هذه المنظمات هي أحوج ما تكون لتطبيق نظرية ©MBI كونها أكثر حاجة لتطبيق مفاهيما، و لاسيما مبدأ المراقبة و المحاسبة على أساس المنافع التي تحققها للمواطنين كونها المؤتمنة على موارد الوطن، والإنتقال إلى مفهوم الإستثمار الأمثل للموارد المتاحة لها، وتطبيق مبدأ الربح على جميع أنشطتها بما فيه الخدمية -والفقرة التالية ستناقش مفهوم الربح بالمعنى الشامل- وبالتالي فإن تطبيق ©MBI سيقود قطاع الأعمال والقطاع الحكومي على حد سواء لرفع مستويات الأداء بما يتناسب مع الموارد المتاحة واستثمارها الأمثل، وتحقيق الغاية في حصول جميع أطراف الـ ©PRH على منافع تتزايد طرداً مع كل خطوة يخطوها إلى الأمام.
المنظمات التي لا تهدف للربح:
الربح بالمفهوم الشامل لا يقتصر على الربح التجاري، ولذلك فإن مفهوم الربح يعني المنفعة والفائدة التي يحصل عليها المعنيين بالنشاط الذي تقوم به هذه المؤسسات أو المنظمات، فالمنفعة والفائدة المتأتية من خدماتها هي ربح قابل للقياس.
و مفهوم الربح الشامل بشقية التجاري والنفعي كخدمات «غير المالي» هو مفهوم تم تقييده و تحجيمه -بالخطأ أو بشكل مقصود- و ربطه حصراً بالربح التجاري من القائمين على الكثير من تلك المنظمات بهدف التهرب القانوني من المحاسبة و المساءلة عن جدوى استخدامها للموارد التي تستفيد منها بالدعم تحت غطاء العمل الخيري أو الإنساني، وهو عمل أقل ما يمكن القول عنه أنه عمل ساقط ونشاط مشبوه يخفي وراءه الكثير من القبح للقائمين عليه، حتى تلك التي ترعاها المنظمات العالمية والدولية التابعة لهيئات يفترض أنها وجدت لخدمة الطفل أو المرأة أو المهجرين أو المنتهكة حقوقهم، وهذا نتيجة طبيعية لإفرازات النظام العالمي المالي والإداري الحالي القائم على إستغلال تلك المنابر العالمية لتحقيق مصالح استعمارية لا تخفى على أصحاب البصيرة، ولذلك يمكننا القول بأن تطبيق نظرية الإدارة الإستراتيجية بالتكامل هو خيار مهم و إلزامي لأي نشاط بشري يهدف إلى تحقيق غايتة، لأنه قائم على تحقيق تلك الغاية من خلال تحقيق المنفعة لجميع الأطراف المعنية به، وليس أن يتخذ ذريعة لتغطية أهداف و أجندات خفية غير معلنة تخالف بالمضمون ما تم الاعلان عنه، أو التصريح به.
ما هي متطلبات تطبيق ©MBI ؟
الأدوات:
الأدوات التي سيتم الاعتماد عليها لتطبيق منهج ©MBI قمنا بمناقشتها في المبحث الثاني «أدوات تطبيق الـ ©MBI» من هذا الفصل.
هيكلية ©MBI:
هيكلية المنظمة وفق ©IOS تتمثل بثلاث مهام وظيفية أساسية هي صناعة القرار والعمليات والدعم، وقد تم مناقشتها بالمبحث الثاني من هذا الفصل.
آلية المشاركة بالمنافع:
آليات تقدير منافع أطراف الـ ©PRH و تحديد معايير و أدوات مشاركتها بالحصة المناسبة من منافع تطور المنظمة وأرباحها، هو ما ناقشناه في المبحث الثالث «نسب أدوار ©PRH ومنافعها» من هذا الفصل.
منهجية ©MBI:
وهي منهجية ثلاثية التَمَيُّز المؤسسي ©PDD والتي تم مناقشتها مفصلاً في الفصل الثاني «منهجية ©MBI – ثلاثية التَمَيُّز المؤسسي ©PDD» من هذا الكتاب.
نموذج ©MBI:
يتحدد نموذج ©MBI و كيفية الوصول إلى بطاقات التَمَيُّز ©ZEcards من خلال الأهداف الإستراتيجية المستوحاة من التحليل الإستراتيجي المُثمر ©ICG لموقف المنظمة والتي تُقدم ضمن مجموعات تتوافق مع تحقيق منافع جميع أطراف الـ ©PRH ومن ثم تحديد الأهداف التشغيلية للإدارات وبرامجها وتوفير مستلزمات مكونات التخطيط الفَعَّال بعد تحديد الأهداف القائدة بتطبيق قاعدة ©ABCD لضبطها، ومن ثم تنفيذ الخطة عبر خطوات التنفيذ المَرِن و مزامنته مع التقييم التقويمي «التطوير» باستخدام مؤشرات التَمَيُّز ©ZOWi .
يجب أن لا يغيب عن أذهاننا من خلال عملنا في هذه المحاور الثلاث مرتكزات ©MBI التي حددناها بوحدة المفهوم و وحدة الغاية و وحدة المصير ومستلزمات تفعيلها في جميع أعمالنا وقراراتنا وبرامجنا وأنشطتنا وإجراءاتنا وتخطيطنا وتنفيذنا وتقييمنا وتقويمنا.
مفاهيم في الإدارة الإستراتيجية بالتكامل Concepts in MBI© من كتاب التكامل أو الفناء.. الإدارة الإستراتيجية بالتكامل ©MBI
Integration or death.. Strategic Management by Integration
تأليف : زاهر بشير العبدو*
الرئيس المؤسس لـ منظمة الإدارة العربية
مُحاضر و مُطَّوِر نظرية الإدارة الإستراتيجية التكاملية ©MBI
مبتكر منهج القيادة_21 Leadership_21 واستراتيجية التفوق ISS
PDD©,IOS©,IMM©,ICG©, 3C’s©, PEE©, RCC©, ESS©, NDD©, CSR©, CFA©, PGT©, SED©, MSO©, ZEcards©, ABCD©, ZOWi’s©
باحث و محاضر في الإدارة و التخطيط الإستراتيجي والتنمية البشرية
مدرب و إستشاري معتمد لدى أهم الشركات في سورية، مصر، اليمن، العراق، ليبيا، السودان، الأردن، تونس و جميع دول الخليج العربي.
للحصول على نسخ من كتاب التَكَامل أو الفَناء.. الإدارة الإستراتيجية بالتكامل http://bit.ly/2FAW0nG
* هام: للباحثين وطلاب الجامعات: تم تخصيص 350 نسخة مجانية من الكتاب برعاية منظمة الادارة العربية .. غير شاملة أجور الشحن ” اجور الشحن لكافة الدول 10$ ” للطلب يمكنكم التواصل عبر الواتس اب 00905522032821