دروس في فن الإدارة
في ندوة أقيمت فى إحدى الكليات جاء دور أحد الأساتذة، وكان رجل أعمال معروف ليلقى ورقته على الحضور .
بدأ الرجل كلمته قائلاً:
لم يكن لدي وقت كاف لكتابة كلمة منمقة أو تحضير عرض تقديمى، لكنى سأحاول فى الدقائق القادمة أن أعطيكم خلاصة خبرتى لو ساعدتمونى فقط، من يريد أن يساعدنى فليرفع يده عالياً.
هنا رفع عدد قليل من الحضور أياديهم بشىء من التردد، بينما امتنع الآخرون.
فأكمل رجل الاعمال كلامه:
حسناً هذه هى حالة التراخي الناتجة عن الملل أو عدم الثقة، احترسوا فالتراخي فى العمل قد يضيع عليكم فرص كبيرة
ثم أخرج من جيبه مبلغا وقال:
هذا المبلغ ألف دولار منحتني إدارة الكلية مقابل تعليمكم شىء جديد، وسوف أقدمه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة.
حينها بدأ جميع الحضور بالاهتمام، ورفعوا أياديهم عالياً.
فأكمل الرجل قائلاً:
كان هذا هو التحفيز ، لن تستطيع القيام بأي عمل ما لم تحفز العاملين معك
في الدقيقة التالية كان كل واحد من المشاركين يحاول أن يفوز بالمبلغ فينظر لمن حوله ويحاول أن يجعل يده أعلى منهم.
تدخل رجل الأعمال مرة أخرى:
هذه هي المنافسة ، قد تبدو صعبة وشرسة لكنها في النهاية تجعل الجميع في وضع أفضل
قام أحد الشباب معترضاً:
هذا ليس عدلا، أنا أقصرهم قامة وهذا يجعلني فى موقف سيّء.
فرد رجل الأعمال:
نعم لديهم ميزات تنافسية مؤقتة ومحدودة ، لا تجعلها تحبطك، استمر
من قال أن الحياة عادلة؟
بضعة ثوانى من المنافسة بهذا الشكل حتى قام نفس الشاب فوقف فوق المقعد ورفع يده فأصبح أعلى كثيراً من باقى المنافسين.
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً:
هذا هو “التفكير خارج الصندوق” الذي يستطيع أن يجعلك فى موقع الريادة، لكنك لن تستمر فيه إلأ لحظات
وفعلاً سرعان ما بدأ الجميع فى تقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد ورفع أياديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى، ثم بدأ البعض فى وضع أشياء فوق المقاعد حتى يصلو لمستويات أعلى.
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً:
هذا هو “التحسين المستمر” الذى سيضمن لك البقاء فى المنافسة
لحظات أخرى من المنافسة الشرسة حتى اتفق ثلاثة من الشباب أن يتعاونوا بأن يحمل بعضهم بعض حتى يكون أول واحد منهم فى أعلى نقطة ثم يتقاسموا الجائزة فى حالة فوزهم، وهكذا وصلوا لارتفاع غير مسبوق.
شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً:
هذا هو “العمل الجماعي” الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة ويصل الى الشراكات الكبيرة والتكتلات الاقتصادية العملاقة
بالطبع تكونت فرق أخرى من باقى المشاركين ولم يبق أحد يعمل منفرداً، فأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من الفرق المتنافسة، وكل فريق يحاول أن يتبع أساليب مختلفة ليتفوق على المنافسين، وعندما بدت كل الفرق فى مستويات متقاربة جداً .
أسرع شاب من أحد الفرق ليعيد ترتيب زملائه فيضع الأكثر وزناً فى الأسفل والأقل فى الأعلى، ثم يشرح لهم وضعهم بين باقى الفرق، ويبث فيهم الحماس لاقتراح افكار جديدة حتى تمكن فريقه من تحقيق فارق كبير فى مستوى الارتفاع.
فصاح رجل الأعمال:
تلك هي “القيادة”، لن يصل أي عمل إلى مستوى عالمي بدون قائد بارع
وهنا انتهى الوقت، فشكر رجل الأعمال الفريق الفائز، ثم وضع المبلغ فى جيبه، وهم بالانصراف، وعندما طلب منه الفائزون المبلغ.
قال بهدوء:
هذا هو الدرس الأخير:
لا تصدق أبداً أنه بإمكانك أن تتعلم دروس وخبرة الحياة مجاناً، لا بد أن تدفع ثمن هذه الخبرة
أنا رجل اعمال جئت لأبيع لكم خبرتي، وهذا المبلغ من حقي، هذا هو مبدأ:
تبادل المنفعة: هي انت تفوز وانا أشاركك الفوز …….win-win…….. اعجبني والله ….
__
* من جميل ما قرأت
zaherabdo.com
***
لزيارة صفحة منظمة الإدارة العربية على الفيسبوك فضلاً اضغط هنا
للإنضمام الى مجموعة منظمة الإدارة العربية على الفيسبوك فضلاً اضغط هنا
اذا كنت صاحب حقوق الملكية لهذا الكتاب، و تعتقد بأننا ننتهك حقوق الملكية يمكنك التواصل معنا اضغط هنا