مقال بواسطة محمد عبد الحميد ملحم
من منا لم يمر في تجربة العمل مع مدير مهووس بالسيطرة ذو نزعة تسلطية مبالغ فيها؟
يذكر ألبرت بيرنشتاين، و هو عالم نفس مشهور أن المدراء ذو النزعة التسلطية المبالغ بها هم من أهم الأسباب الرئيسية التي تدفع الموظفين للتمرد.
وينبع جزء كبير من عمل برنشتاين الإستشاري من تواصله مع كبار المدراء ومعالجة حالات المدراء المهووسين بالسيطرة، وحتى في أسوأ حالات من المدراء الذين يطلق عليهم المدراء التفصلينين او الجزئيين ( Micromanagers) فهم عادة لا يدركون أنهم يميلون للتحكم و السيطرة بشكل مفرط، و يضيف بيرنشتاين انهم يعتقدون انهم مجرد يتحكمون بالقليل فقط.
فما هو سبب هذا الوهم لديهم؟ يذكر بيرنشتاين:
أن هؤلاء البشر يشعرون بالخوف الشديد من ارتكاب خطأ ما، أو يخشون من التأثيرالسلبي عليهم النابع من خطأ شخص آخر…و بقصد أو من دونه، وتنحصرنظرتهم إلى العالم في الشكل التالي: إذا لم أسيطر على كل شيء كبرحجمه أو صغر، فأن شيئا رهيبا سوف يحدث “
يعرض بيرنشتاين بعض الخطوات التالية للتعامل مع تلك الاصناف من المدراء:
1# لا تظهر الانزعاج:
إن محاولة التصادم مع المدير المتحكم أو نعته بالمهووس بالسيطرة ، أو أظهار غضب واضح عندما يضغط عليك ، سوف يجعله يبقي عينه عليك أكثر , طبقا لنصيحة الدكتور بيرنشتاين .
و لا تفكر حتى في محاولة مناقشة المشكلة معه . يعتقد الاستشاري بيرنشتاين بعدم فائدة التحدث للمدراء المهووسون بالسيطرة و محاولة مواجهتم و و الطلب منهم أو مناقشتهم للتخفيف من فرط التحكم. للأسف حتى المعالجين المحنكين يجدون صعوبة بالغة في إقناعهم بأن سلوكهم قد يؤدي الي مشاكل أكثر من حلول.
2# أعتمد منطق الطمأنينة ، وليس تبادل الاتهامات:
خذ وقتك بالكامل قبل بدأ المشروع مما يمكنك من الحصول على مسار واضح وملموس عن ما يريده مديرك ، و متى يريد ذلك، وكيف يريدك أن تقوم به . ينصح الدكتور بيرنشتاين بتدوين ملاحظات كثيرة لسببان. أولا، إذا تظاهرت كما لو كنت تأخذ تعليماته على محمل الجد ، فهو سوف لن يجد مدعاه للقلق عليك من أن ترتكب خطا ما, وثانيا ، إذا حددت – كتابيا – نتائج محددة يمكن لمسها ليتم تسليمها في وقت محدد ، فسوف يفيدك ذلك في وقت لاحق عندما يحاول رئيسك في العمل السيطرة على العملية و هو بطبيعة الحال سوف يميل الى فعل ذلك بالطبع .
3# قدم تقارير مرحلية قبل أن يسأل عنهم:
“لا شيء يوقظ مخاوف مهووس التحكم أكثر من المعلومات الزائدة “، يذكر بيرنشتاين . ” أخبره أنك تأخذ المشروع على محمل الجد كما يفعل هو “
4# لا تخجل من السؤال عن نتيجة العمل المطلوب منك:
عندما يحاول رئيسك في العمل التدخل و التحكم في عملك، فأسأله ما إذا كان هذا يعني تغييرات في المنتج النهائي . و هذا هو الوقت المثالي لكي تخرج الملاحظات التي كنت قد كتبتها في الاجتماع الأولي.
ينصح الدكتور بيرنشتاين بتأويل القصه من محاولات السيطرة على عملية الي طلبات لتغيير في المنتج النهائي. و ينصح بيرنشتاين أن ذكر مديرك بانه اذا لم يتأثر الهدف النهائي ، لماذا علينا ان نغيرفي الأسلوب؟ و لا داعي أن نذكر هنا أنه لكي تكون هذه الاستراتيجية فعالة ، تحتاج أن يكون لديك رصيد كافي و تاريخ مشرف في تحقيق الأهداف.
5# استمر في بذل الجهد في العمل المتقن
طبقا لبرنشتاين ، إذا ألتزمت بهذه الخطوات عدة مرات – مرة واحدة لا يكفي – و فعلا تقوم بعمل ما كنت تنوي القيام به في الوقت التي وعدت بانك سوف تفعل ذلك ،فان رئيسك سوف يصبح أقل قلقا حول أدائك و سوف يحول أهتمامه الي شخص آخر.
يحذر بيرنشتاين أنه في غضون هذه الأوقات، حاول أن تضبط ردات فعلك في حضور رئيسك المتهور.يضيف أن الناس غالبا ما ترد غريزيا على المدراء المتحكمين في السيطرة كغريزة المراهق المتمرد الداخلية الذي يعتبربها كنوع من المقاومة ضد السيطرة التعسفية أو الغير مقبولة . تلك النزعة التمردية تختلف بقوتها من شخص الى آخر و لكن ينصح بكبت نزعة المراهقة الداخلية و محاولة اتخاذ القرارات المهنية بعيدا عن ردات الفعل الانفعالية.
#منظمة الادارة العربية / Arab Management Organization – #AMO#